مصر تبقى من أهم شركاء الجزائر في المنطقة العربية

مصر تبقى من أهم شركاء الجزائر في المنطقة العربية
محور الجزائر ــ القاهرة بين البزنس وكرة القدم
العجز في الميزان التجاري تجاوز 48 مليون دولار لفائدة الجانب المصري
على عكس السجال الرياضي وعدم تطابق المواقف السياسية بين الجزائر والقاهرة، يعرف الجانب الاقتصادي سواء التجارة أو الاستثمار نموا متصاعدا بين البلدين. فمصر تبقى بـ5 ملايير دولار أهم مستثمر أجنبي في الجزائر، ومجمع أوراسكوم أكبر شركة مستثمرة ، فيما تعد مصر بحجم مبادلات تفوق هذه السنة سقف مليار دولار أحد أكبر شركاء الجزائر التجاريين العرب.
تعد مصر من بين أهم الشركاء التجاريين للجزائر في المنطقة العربية؛ حيث تجاوز حجم المبادلات التجارية عام 2008 سقف 802 مليون دولار، فيما قدّرت خلال تسع أشهر من السنة الحالية بأكثر من 809 مليار دولار. وقد سجل الميزان التجاري خلال هذه السنة عجزا من الجانب الجزائري متأثرا بتراجع أسعار المحروقات أهم منتوج مصدر باتجاه مصر. وبلغ العجز في المبادلات التجارية بين الجزائر ومصر، خلال التسعة الأشهر الأولى لهذه السنة ما يقارب 85 مليون دولارا. وقد نتج هذا الاختلال أساسا من ارتفاع واردات الجزائر من المواد نصف المصنعة من مصر والتي تجاوزت 275 مليون دولار.
وجاءت هذه الأرقام لتبرز استفادة مصر من المبادلات التجارية مع الجزائر خاصة بعد انضمام الجزائر إلى منظمة التبادل الحر العربية منذ الفاتح جانفي 2009 وارتفاع حجم الصادرات من المواد الصناعية ونصف المصنعة، بعد أن كان الميزان التجاري في السنوات السابقة يسجل فائضا تجاريا لصالح الجزائر. غير أن هذا التفوق كان مبنيا أساسا على صادرات الطاقة والمواد المشتقة التي عرفت ارتفاعا في الأسعار يتجه حاليا نحو الانخفاض نتيجة لتراجع أسعار البترول. وبلغ الفائض التجاري المسجل لصالح الجزائر السنة الماضية أكثر من 400 مليون دولار، بحيث قدرت صادرات الجزائر باتجاه مصر بـ 606 مليون دولار مقابل واردات بلغت قيمتها 195 مليون دولار.
وحسب الإحصائيات المقدمة من طرف مصالح الجمارك، فإن الجزائر استوردت إلى غاية نهاية شهر سبتمبر الفارط من مصر ما يعادل 447 مليون دولار، انفق الجزء الأكبر منها في اقتناء المواد نصف المصنعة التي بلغت قيمتها 275 مليون دولار، متبوعة بالتجهيزات الصناعية بقيمة 62 مليون دولار والمواد الغذائية بقيمة 46 مليون دولار. ومن بين اهم المنتجات المستوردة من مصر نجد الزجاج والورق والأثاث والتجهيزات الكهربائية والكهرومنزلية والمواد الغذائية والنسيج والخشب.
أما صادرات الجزائر نحو مصر والتي بلغت ما يعادل 362 مليون دولار، فاقتصرت أساسا على الطاقة والمواد المشتقة والتي بلغت قيمة صادراتها 359 مليون دولار، فيما لم تتعد صادرات المواد الأخرى من مواد استهلاكية وتجهيزات صناعية وفلاحية ما قيمته نصف مليون دولار ما عدا المنتجات الخامة والتي بلغت قيمة صادراتها 6,1 مليون دولار والمنتجات نصف مصنعة (833 ألف دولار)، أما المواد الغذائية والتجهيزات والمعدات الفلاحية فقد كانت منعدمة في الوقت الذي مثلت فيه الجزء الأكبر من صادرات مصر نحو الجزائر.
في ذات السياق، أشارت إحصائيات الجمارك للتسعة أشهر الأولى لهذه السنة تسجيل فائض تجاري لصالح الجزائر بالنسبة لمجموعة واحدة وهي مواد الطاقة ومشتقاتها والذي قدر بـ357 مليون دولار، مقابل 431 مليون دولار سجلت خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وحسب نفس الإحصائيات، سجلت الجزائر إلى غاية نهاية شهر سبتمبر لسنة ,2008 فائضا تجاريا بلغ 305 مليون دولار سجل أساسا في مجموعة مواد الطاقة ومشتقاتها.